(اليوم الأول والأخير)
عُرف شهيدنا بأخلاقه العالية وطيبة قلبه مما جعله محبوباً بين أهله وأصدقائه، نشأ وسط عائلة مؤمنة مجاهدة.
عندما صدرت فتوى الجهاد كان سجاد طالباً في المرحلة المتوسطة فطلب من والده أن يسمح له بالذهاب إلى الجبهة لكن والده رفض خوفاً عليه لأنه ما زال صغير السن، فضلاً عن أن إخوانه الباقين تطوعوا جميعاً تلبيةً لنداء المرجعية في الدفاع عن الوطن والمقدسات، لكن سجاد لم يكُف عن إلحاحه على والده للالتحاق بإخوانه في الجبهة حيث ذهب إليه في اليوم التالي وقبّل يده وقدمه وتوسل إليه من أجل الذهاب إلى الجبهة، وبعد بكاء طويل وافق والده على ذهابه بشرط أن تكون المرة الأولى والأخيرة، فوافق سجاد وقام بتقبيل والده وذهب ملتحقاً بإخوته المجاهدين.
سارع الشهيد سجاد فور وصوله إلى ساحات العز والشرف إلى ارتداء البدلة العسكرية وذهب مع سرية الصد في الساتر الأمامي، وكانت الابتسامة مرتسمة على وجهة وكأنه ينتظر شيئاً، وبعد أقل من ساعة حدث تعرض على الساتر الذي كان يُرابط فيه الشهيد سجاد فجاءت رصاصة القناص التي يبدو أنه كان ينتظرها فأودت به شهيداً سعيداً في نفس اليوم الذي التحق به فكان يومه الأول والأخير، فهنيئاً له تلك البصيرة التي جسّد فيها موقفاً كربلائياً سيخلده التاريخ ليكون درساً بليغاً للأجيال.
