الشهيد: عباس فاضل جوما
الولادة: كركوك - 1971
الشهادة: قرية البشير – 29/6/2014
التشكيل: قوات بدر – اللواء السادس عشر
اجتمعت في شخصية الشهيد القائد عباس فاضل جوما عناوين التضحية والفداء بدءاً من الانتفاضة الشعبانية المباركة وانتهاءً بتلبية نداء المرجعية بالجهاد ضد عصابات داعش.
ينحدر الشهيد من عائلة معروفة في حبها لآل البيت^ والسير على نهجهم، فكان الشهيد من أوائل الذين قدحوا شرارة الانتفاضة في قضاء (طوزخورماتو) مع بقية الأحرار بعد أن تمكنوا من طرد عصابات البعث المجرم آنذاك.
وفي ليلة 21/3/1991م وبدون أي تنسيق مع القوة التركمانية انسحبت البيشمركة سراً مع العوائل الكردية من الجزء الشمالي الشرقي من القضاء التي كانت تحت سيطرتها وحدث اختلاف كبير تمكن أزلام البعث من محاصرة الثوار لكن الشهيد تمكن من الخروج من بلدته وبصعوبة قاطعاً الجبال والوديان ليغادر العراق متوجهاً الى الجمهورية الإسلامية مرغماً بعد استعادة أزلام البعث السيطرة على قضاء (طوزخورماتو).
في 1994م عاد الشهيد وبشكل سري الى (طوزخورماتو) وتوجه الى كركوك بمعية بعض المجاهدين لتنفيذ عملية اغتيال لعناصر الأمن الذين كانوا سبباً في اغتيال كوكبة من الشباب التركماني فنفذوا العملية التي جرح فيها الشهيد آنذاك واستشهد صاحبه وتمكن مرة أخرى من مغادرة كركوك متوجهاً الى الجمهورية الإسلامية التي بقي فيها مجاهداً مع تنظيمات بدر وعينه على العراق وقلبه ينبض على مدينته.
يتحدث مسؤول شهداء لواء (16) الحاج أبو زهراء (كان للشهيد دور بارز في المناطق التركمانية التابعة لكركوك حيث يتدخل في حل أغلب القضايا والمشاكل التي تواجه أهالي تلك المناطق، وبعد سقوط النظام عمل كمسؤول حماية وزير الشباب والرياضة وبعدها تولى مسؤولية حماية الحاج هادي العامري).
تنقل زوجة الشهيد: (كان أبو مجتبى قد تعوّد أن يأخذ استخارة في اعماله لكن في يوم قراره تشكيل سرية لمقاتلة داعش قال لي: إنّ تلبية النداء لا تحتاج الى الاستخارة وغداً صباحاً أن شاء الله اكون في (الدوز) واذا لم أرجع فانا مطمئن لأن اديت واجبي فقلت له: إن داعش أقوى منكم ولا تقدرون عليه وامكانياتكم ضعيفة فقال: إن الدواعش هم الضعفاء لأنهم لا إيمان لهم ونحن إيماننا بالله ورسوله وأهل بيته أقوى منهم وسننتصر, وكان بين لحظة وأخرى يتصل بأقرانه المجاهدين ليخبرهم بأنّه يجب أن نصل الى تازة ونعد الخطة ونخرج النساء فنحن لا غيرة لنا إذا بقيت نساءنا بيد داعش ونحن نتفرج).
في يوم 18/6/2014م اقترب العدو الداعشي كثيرا من بلدة آمرلي والقرى المحيطة بها فكان للشهيد دوراً كبير في إنقاذ المئات من العوائل التي كانت تسكن في القرى كـ (جرادغلي) وغيرها من القرى وهو أول من حث الناس على الجهاد مع السيد جعفر الموسوي فبعد سيطرة داعش على (قرية البشير) لم يهدأ للشهيد بال فقال لرفاقه المجاهدين يجب أن نحررها ففيها الكثير من العوائل التي بقت محاصرة من قبل داعش فقرر المجاهدون أن يتوجهوا نحو البشير لتحريرها وطرد الدواعش منها فكانت ليلة الهجوم 29/6/2014م حيث مبيتهم في تازة فيصف أحد المجاهدين تلك الليلة: (بعد وصولهم الى تازة قضى الشهداء تلك الليلة في أحد البيوت بعد ما انجزوا مهمة التخطيط لعملية الاقتحام فتوجهوا جميعا الى الغُسل والتفرغ للصلاة والدعاء وقراءة القرآن فكان لهم دويناً كدوي النحل مثل أصحاب الإمام الحسين× في ليلة العاشر من محرم ويدعون الله أن يرزقهم الشهادة وكانوا يعلمون بأن هذه الليلة الأخيرة من الدنيا حيث خاطبهم الشهيد عدنان وهو أكبرهم سناً قائلاً: (إيها الأخوة لا زلتم شباب بعمر الورود وامامكم المستقبل ارجعوا واتركوا الأمر لنا فهذا الطريق لا رجعة منها فكان جواب الفتية: فو الله لن نرجع إلا أن ننال الشهادة ففي كل عاشوراء ننادي (يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً) فأين نحن من هذا الكلام تطبيقاً على الميدان لذلك عزمنا على نصرة الإمام الحسين× بأن نحرر هذه القرية الموالية فعند ذلك قال لهم: والله أنتم أبطال إذاً نتوكل على الله ونقرأ زيارة الإمام الحسين× في هذه الليلة المباركة وإذا بهم يسمعون أذان الفجر وبعد الصلاة انقسموا الى قسمين ودّع أحدهم الآخر وانطلقوا نحو البشير يقودهم الشهيدان الخالدان (عباس فاضل والسيد جعفر الموسوي)، وبعد أن سطروا ملحمة بطولية وقتلوا العشرات من الدواعش حتى نفاذ ذخيرتهم استشهدوا جميعاً وبقيت جثامينهم الطاهرة بالعراء لمدة تسعة أشهر ليرسموا لنا ملحمة الطف الثانية بعد أكثر من 1400 عام وسيبقون في ذاكرة التاريخ ويكونون مناراً للأجيال تهوي اليهم الافئدة.